موسم صيد الغزلان.. البشاعة المفرطة
بكل بشاعة يخرج لنا أحمد مراد بروايته الأخيرة والتي تعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير لمتابعيه، رواية أبعد ما تكون عن الأدب بل هي رواية بها كل ما يثير اهتمام الشباب المراهق ويضمن الانتشار السريع دون النظر لجودة المحتوى أو الأسلوب، أتعرف ما يضمن لك إثارة الجدل تلك الأيام؟ الحديث عن الجنس أو الدين، والحقيقة أن الرواية كانت مليئة بكليهما بكثرة غير مبررة على الإطلاق، الرواية بالرغم من قلة عدد صفحاتها لا أعرف كيف احتوت كل تلك المشاهد القذرة، نفهم أن بطلك شهواني يفكر بقضيبه حسنًا بدا ذلك واضحًا أول عشرون مشهدًا لا داعي لتكراره مجددًا في عشرين مشهد آخر!
لا مانع أن تحتوي الرواية على بطل ملحد ينافي وجود الله ولكن لا تجعل أسئلته بدائية كالتي يسألها تلاميذ الصف السادس الابتدائي ك “إذا كان الله طيبًا فلما خلق الشر؟" الإجابة ليكن لك حرية الاختيار أيها الأحمق فلو كانت الحياة كلها خيرًا لأصبحنا كلنا مصيرين على الخير وأصبح الاله ظالمًا لأنه فرض علينا اسلوب حياة، هناك بعض النقاط الجيدة في الحديث ولكنها تاهت وسط التعنت الغير مبرر وعدم النظر إلى التفسيرات الفلسفية القائمة بالفعل.
رواية لم يكن بها أحداث كفيلة بتكوينها فهي -بعد إزالة مشاهد الجنس الغير مبررة- تصلح كقصة قصيرة على الأكثر، أعتقد أنه على أحمد مراد مراجعه نفسه والمحتوي الذي أصبح يقدمه والجنس الذي أصبح يفرض نفسه على كل كتاباته، فهو بعد بدايته القوية بفيرتيجو وتراب الماس والفيل الأزرق (ولو كانت أقل منهم قليلًا) أخذ منحدر النزول لآخرة في 1919 وأرض الإله (بالرغم من جودتها قليلًا) وتلك الرواية.
لا أنصح بها على الإطلاق فهي لا يصلح أن يُطلق عليها لقب رواية بالإضافة إلى غلافها السيء للغاية وسعرها المبالغ فيه جدًا.