The End of the F***ing World.. أن تكن شابًا

0


The End of the F***ing World.. أن تكن شابًا


دعني آخذك في جولة داخل عقل الشباب المراهق، لا أحد يدري بالتفصيل ما يدور في عقلهم في تلك المرحلة ولكن هناك بعض الصفات المميزة، هو يريد دائمًا أن يشعر أنه مختلف، أن به صفة لا توجد بأحد غيره، لا يهم وإن كانت غير حميدة المهم أن تكن مميزة، يميل المراهق أيضًا لتكوين وجهات نظر في عقله بناءً على وجهه نظره الضيقة للحياة، لذلك فتلك النظرة يمكن أن تتغير بكل سهولة، فحكمه على من حوله نسبي للغاية، ولكن كل هذا في جانب والصفة الأكثر تميزًا في تلك المرحلة هي صفة القرارات المتهورة، ربما يعيش البعض في تلك الفترة متحفظًا ولكن البعض الآخر يرفع شعار YOLO (You Only Live Once) إذًا فلو أنك مراهق وتكره المدرسة يمكنك بمنتهى البساطة تركها، تكره العيش مع أسرتك حسنًا يمكنك الهرب، كل هذا يحدث بدون تفكير مسبق ولا مراعاة لعواقب الأمور، فقط أنت تترك الأشياء تحدث لتفاجأ في النهاية أن الأمر آل إلى شيء لم تكن تتوقعه، هذا بالضبط هو حال مسلسلنا هنا، سبق أن أحببنا وجهة النظر تلك في تحفة تارانتينو Pulp Fiction، فهي لا تقل عبثية عنها.

المسلسل يصطحبك في رحلة مع كل من جيمس الذي يبدأ المسلسل بجملة أنه واثق بنسبة كبيرة أنه مختل نفسي! وإليسا الفتاة المتهورة التي تخرج الكلمات منها دون تفكير، يريد كلا منهما الهرب من حياته الحالية (بالأخص إليسا) بينما جيمس في مخيلته خطة أخرى، تتوالي الأحداث المرتجلة حتى يصلا لنهاية رحلتهما وسط أجواء كوميدية غريبة، كأننا نشاهد أحداث يوم منسي من فيلمي The Hangover، فلا أعتقد أن أيًا من تلك الأفكار تم التفكير فيها مليًا قبل تنفيذها، من المراهقين أو البالغين على حد سواء، فقط كل هذا يجري وأنت تريد وضع حدًا له ولكنك لا تستطيع، ولا هم أيضًا، فهما يخرجان من مشكلة بحل يوقعهم في مشكلة أكبر!

هذا المسلسل هو تجربة لطيفة قامت بها Netflix في بداية السنة لتشي بأننا ربما نرى العديد مثل تلك الإنتاجات لاحقًا، بالرغم من عدم موافقتي على أسلوب نتفليكس في المسلسلات وهو إختيار طاقم عمل ذو أجر منخفض والإنتهاء من العمل بشكل سريع وعرض جميع الحلقات دفعة واحدة حتى وصلت أننا نرى مسلسلًا جديدًا كل أسبوع! هذه الطريقة تخرج لنا أعمالًا نصف نيئة، لم يتم التفكير فيها بشكل جيد قبل عرضها، حتى أن بعض عروض نتفليكس جاءت ضعيفة للغاية كالجزء الثاني من Stranger Things الذي استغل نجاح الجزء الأول وجاء لنا بجزء سيء للغاية دون حبكة جديدة تذكر، كل هذا فقط للحاق بموعد العرض! ولكن في مسلسلنا هذا نحن أمام ثمان حلقات فقط مدة الواحدة منها حوالي 20 دقيقة، وقت عرض ممتاز مقارنة بالأحداث حتى لا تشعر بالملل لحظة، إختيار طاقم مناسب جدًا لتنفيذ القصة المكتوبة مسبقًا كرواية مصورة شهيرة، إذا فكل عناصر النجاح متحققة في هذا العرض، قصة جيدة وحبكة ممتازة مع طاقم عظيم وإخراج عبقري، كل هذا جاء ليخرج لنا عرضًا جميلًا في مضمونه وسريعًا في أحداثه، أنصح به جدًا.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)